بين غمازتين - بين غمازتين
:متاح
: 9786144690833
يشارك:
أتاني وجهه مغبشاً، ولا يبدأ منه سوى نظرة سوداء حادّة، وأثر سكّين في خدّيه. تبّاً لهذا السكّين! ألا تزال هنا، منغرزاً في ذاكرتي؟ ويدي؟ ألم لا تزال إلى اليوم ترتجف كل ما تذكّرت لحظة طعنه في وجهه؟ من أين أتيت بالسكّين يومها، وبكلّ تلك المرأة عبر التوحّش؟ لا يوجد... لا أذكر سوى الطعنة... وسكيّنٌ علق في عمق خدّه وسلبني هدوئي، وعينيه المذهولتين، إذ غطّى وجهه، واعتلى الصراخ في فضاء القاعة. أذكر ذلك داخليا داخليزوني يومها في قبوٍ صغير معتمٍ، وتركوني هناك، بمفردي، ليلة كاملة، أبكي وأصرخ وأنتحب، محاولاً أن أقنعهم بأن طوني هو من بدأ العدو، وأني كنت أدافع عن نفسي فقط... اقترب وجهه، مشوهاً، لا يكشف شيئاً لكن نظرة سوداء مكثفة وندبة سكين محفورة على خده الأيسر. تلك السكين الملعونة! ما زال عالقاً في ذاكرتي، وفي يدي... لماذا لا يزال يرتعش حتى الآن، كلما تذكرت لحظة طعنته في وجهه؟ أين وجدت الجرأة والهمجية لأستخدم تلك السكين في ذلك اليوم؟ لا أستطيع أن أقول... كل ما أستطيع أن أتذكره هو الطعنة والسكين المدفونة عميقًا في خده، مما سلبني رباطة جأشي، امتلأت عيناه بالصدمة بينما غطى الدم وجهه، وترددت الصراخ في الغرفة. أتذكر أيضًا أنهم احتجزوني في ذلك اليوم في قبو صغير مظلم، وتركوني هناك وحدي طوال الليل، أبكي وأصرخ وأنتحب، وأحاول يائسًا إقناعهم بأن توني هو من بدأ الهجوم، وأنني لم أتصرف إلا بشكل عفوي. الدفاع عن النفس...