بئر زينب - بئر زينب

اليمن السعيد لم يعد سعيداً. لكن الماء الراكدة تحرّك، ولو أنها استحالت زوابع. أفلامٌ اِستفاقت بعد طول سبات، استعادت هممها لمعانتها، وصدرت أخرى على ذلك النبض الذي عاد يسرّني في شرايين من استفاقوا، لكنّ شهد دارت ولن يوقفها شيء بعد الآن. فالوطن وطن الأبناء لا يشكل بأيديهم ويحيي روحهم، وزينب جدة، أم، امرأة، وبنت الوطن. هي ثائرة من دون صخب مشرقات وطب الرنانة، شجاعتها ستطرح بذرة التمرد في من حولها، وبصمت وصبر ستعتني بالغرسة. زينب هي يخت البرعم الذي يتفتح في كل وطن، ويعجز أي قوة بعد ذلك عن طمس عطره. ستحلم وتؤمن بأحلامها، يقينٌ راسخٌ سيسيّر خطواتها الثابتة ولن تُؤخذ في النهاية. هكذا هي الثورات، ومن هنا تبدأ. اليمن السعيد لم يعد مكانا للسعادة. ومع ذلك، فقد تحركت المياه التي كانت هادئة ذات يوم، حتى وإن تحولت إلى دوامات هائجة. لقد استيقظت النفوس التي كانت نائمة لفترة طويلة، واستجمعت عزمها، وعبرت عن غضبها. واستغل آخرون النبض الذي يجري في عروق هذه النفوس المستيقظة. لقد انقلبت، ولم يعد هناك ما يعوق حركتها.

الوطن الذي تصوغه أيدي أبنائه يعكس روحهم الجماعية، وتجسد زينب هذه الروح جدة وأماً وامرأة وابنة لهذا الوطن، تثور دون الحاجة إلى الاستعراضات والخطابات البليغة، شجاعتها ستزرع بذور التمرد في من حولها، وبالصمت والصبر ستغذي هذه المثل العليا. زينب تمثل البرعم المزدهر الموجود في كل وطن، ولا يمكن لأي قوة أن تمحو عبيره، ستحلم وتؤمن بأحلامها، بقناعة لا تتزعزع لتوجيه خطواتها الثابتة، ولن تخونها في النهاية، هكذا تولد الثورات، وهنا تبدأ.