الرواية الأميال

طالما تهيّبتُ في البداية لما وجدتني فجأة أعيشُ وسط العميان، نسيتُ بصري، ولذتُ مثلهم ببصيرتي، وبعد تسعة أشهر وتبعتهم بعدها العمر بنيته، بكيت لفراقهم، وتألّمتُ وأنا أديري ظهري لسعادة ما كنت لأعرفها إلى الأبد؛ إذ ما كان لي أن أفتن بالجمال الأعمى لولا المعشوقة حياة، ولا أن أدرك معنى الشبيه لولا مُقلّدي الزي
ببق، ولا أن أطربُ لأنين الموسيقى لولا المغني فريدون، ولا أن أرُو بسحر الكلمات لولا المبدع بورهان، ولا أن أحسّ مقابل عماء لولا الفنان سرغين، ولا أن أعجبَ بعظمة الذاكرة لولا البصريّ القارئ، ولا أن أكتشفَ المكر الأنثويّ لولا الشيطانة سلطانة، ولا أنتشي برع الجسد الأعمى لولا الراقصة عيد ميلاد.