الباهرة - رائعة

العثور على رجل مختار، فاضل اليتيم الذي يعيش مع جدته، وهو نفسه يتولى مهمة التعاقدات والبراري مع سلمان وهو من اختاره الجدّة ليرافقها حفيدها في رحلة بحثه عن زهرة الباهرة. فالجدّ ترك وصيّة يسأل فيها من يختار أن يخرج إلى سهول زهرة الهند وبالها ليبحث عن السحر لتلك تلك. فلعله بعد مشواره المشوّق تجد أكثر من تلك الزهرة. أنت، أيها الغريب المجهول. أيها الواقف خلف حدود الليل، هل تسمعني؟
سألتك، هل سِرتَ ليلًا في ظل المهجورة، بين بلاك والأشجار، فوق أرضٍ لم تطأها قدم إنسان؟
هل عشتَ مثلي لحظات القلقِ الغريب، حيث أنت وحدك، مظلتك فضاء مرصّعٌ بالنجوم، ومسؤولتُك سكينةُ الليل، ودروبك تتشابك مثلَخيطِ العنكبوت في قلب العَراء... ورغم ذلك تظلّ تمشي بصمتٍ ورهبة وتحسب للكلماتِ ألف حساب، بل تُحصي أنفاسك أنت هناك، خلف مسئولَة الليل، أطرافًا حادّة السمع تصغي إليك، التقاط ذَرّاتِ همسك وذبذبات حركاتك... ومع ذلك، لا تنسى نفسك، زمانك ومكانك، تعتبرك مشدود بخيط سحريّ هو خيط التوقُّع والأمل. الخيط الذي يربطك بحبل الخلاص. مختار، الصبي اليتيم الذي يعيش مع جدته، يجد نفسه يتجول في الحقول والبراري مع سلمان، رجل القرية الذي اختارته جدته لمرافقة حفيدها في رحلة بحثا عن الزهرة المشعة. تركت الجدة وصية طلبت فيها من مختار أن يخوض غمار السهول والجبال في وطنه بحثاً عن زهرة السحر والسعادة. لعله بعد رحلته الساحرة يجد أكثر من تلك الزهرة. أنت أيها المجهول أيها الغريب، أنت الذي تقف وراء حدود الليل، هل تسمعني؟ أسألك، هل مشيت في الليل في الحقول المهجورة، بين الصخور والأشجار، على أرض لم تطأها أقدام بشر؟ هل عشت لحظات قلق غريبة، حيث تكون وحيدًا، مظلتك مزينة بالنجوم، وعباءتك هدوء الليل، ومساراتك متشابكة كشبكات العنكبوت في قلب القفر... ومع ذلك، تواصل السير في الصمت والإجلال، مع مراعاة كل كلمة بدقة، حتى حساب أنفاسك، وكأن وراء عباءة الليل أذنًا حادة تستمع إليك، وتلتقط جزيئات همساتك واهتزازات حركاتك... و ورغم ذلك تنسى نفسك ووقتك ومكانك لأنك مقيد بخيط سحري، خيط الترقب والأمل. الخيط الذي يربطك بحبل الخلاص.