للموت عيون ملوّنة - الموت له عيون ملونة

وأكل عائدٌ، وأنت لست هنا كي تستقبليه. الشّوقُ يا سوسن... لم أعلم أنّ الشّوق مرضٌ ميت. كل الجروح فـِيَّ يمكن رتقُها بغُرَز النّسيان، إلّا فقدك، لن في هذا الجرح يتّسع كلما تذكّرتُ أنّي سيحييا العمر من دونك. قلبي يا سوسن يصطلي بالشّوق إليكِ، وهذا الحبر الذي خاصمتُه منذ مدّة، لم أكن لأعود باسم لولاك. من سيترنّم بأغنية شهر ميلادك طلبتها دائما؟ هل كانت تعلم فيروز حين غنت ورقه الأصفر ومعنى سيرجع وانتِ بعيدة بغدادة حزينة قمرها وحيد؟ سيُبكيني شتاء يا و قمري السّعيد. سيُبقيني وحدي في العتمة والبرد، وأما إنارة الشّعوع سُدًى. أسممني البحث في العيون الملوّنة عن أثرٍ لعينيكِ يا سوسن. في وقت لاحق، أتمنت لو أن الرّصاصة اصطفتني أنا لا أنتِ. أنا التي كان يجبُ أُقتَل. الرّصاصة كانت ستكون الخلاص مـمّا أعيشه الآن، وأنا الآن في عداد الأموات. سبتمبر يعود، لكنك لست هنا للترحيب به. أوه، سوسن، الشوق... لم أكن أعلم أن الشوق قد يكون مرضًا مميتًا كل الجروح في داخلي يمكن أن تشفى بغرز النسيان، باستثناء الجرح الذي سببه فقدانك. هذا الجرح يزداد عمقًا كلما تذكرت أنني سأضطر إلى العيش بقية حياتي بدونك. القلب يا سوسن يشتاق إليك بشدة وهذا الحبر الذي كنت أتجنبه منذ فترة لم أكن لأعود إليه لولاك عيد ميلادك قريب ولكن من سيغني لك بقلبه أغنية سعيدة هذه المرة؟ هل كانت فيروز تعلم حين غنت "أوراق صفراء" أن أيلول سيعود، لكنك ستكونين بعيدة، وسيعود بغيوم حزينة وقمر وحيد؟ سيبكيني شتاء أيلول، يا حبيبتي. القمر السعيد سيتركني وحدي في الظلام والبرد، أحاول عبثًا إشعال لهب الشمعة. أشعر بالمرض، يا سوسن، وأنا أبحث في كل العيون الملونة عن أثر لك. أحيانًا، أتمنى لو كنت أنا لا أنت الذي اخترته تلك الرصاصة، كان ينبغي أن أموت أنا بدلاً منك، كانت الرصاصة لتكون خلاصي من هذا النوع من الحياة، لأنني أصبحت مجرد واحد من أولئك الذين رحلوا.