الزمن - عبء الزمن
:متاح
: 9786144695166
يشارك:
اعتبرت سامية إلى ساعتها: الثانية والنصف. غريب، ليس من عادة نبيل أن يتأخّر من غير أن ينبئها. ما كاد تنهي تممتها حتى رنّ الجرس. هرعت إلى الباب. كانت سهى. أوصلتك طانط عزيزة؟ سألتها سامية كي تقول شيئا، ولو لفظاً، وتجنّب هواجسها. وأخيراً انشغلت طعام الفتاة قبل أن تقيس حرارة طارق، والآن بسكب صحن حساء لابنها المريض. وترى أنه الولدان الفيزيائي، نظر إلى ساعتها: غير معقول أن يتأخّر نبيل لأنه الرابع من غير أن ينبئني.واجتاحها يغضب على زوجها الغائب. تناولت الهاتف والتلفنت لمكتبه. ردّ صوت أنثوي: ممكن احكي نبيل دقداق؟ من يريده؟ لكي. ثم صمت طويل. نظرت سامية إلى ساعتها: الثانية والنصف. غريب... ليس مثل نبيل أن يتأخر دون إخبارها. بالكاد قالت ذلك لنفسها عندما رن جرس الباب. توجهت مسرعة نحو الباب وكانت سهى.
سألتها سامية وهي تحاول أن تقول شيئاً ولو تافهاً لتتجنب قلقها: «هل أوصلتك العمة عزيزة إلى المنزل؟». ثم بدأت في إعداد الطعام للفتاة قبل أن تفحص درجة حرارة طارق، ثم تصب له، ابنها المريض، طبقاً من الحساء. وبعد أن انتهى الأطفال من الأكل، نظرت إلى ساعتها وقالت: «لا يمكن أن يتأخر نبيل حتى الرابعة من دون أن يخبرني». كان دمها يغلي في عروقها بسبب غياب زوجها. رفعت سماعة الهاتف واتصلت بمكتبه. فأجابها صوت أنثوي.
-هل يمكنني التحدث مع نبيل ديكداك؟
- من يسأل؟
- زوجته.
ثم كان هناك صمت طويل.