صباح الخامس والعشرين من شهر ديسمبر
:إنتهى من المخزن
: 9786144585283
يشارك:
خبرتُ وجهَي الغيبةِ يا أمي، خضتُهما في أمومتين متناقضتين، تباعدتا، دائمًا، وترادف فيهما الحضورُ والغيابُ. الحالين، لم أبلغ في الغيبة شبهاً بكِ، يا سكنة، دُمْتِ في الضدين تريد كلياًً اعتصمتْ بأمومتها، وَيَّرَتْها اسمها وسَرَّها وحتمها من أمرها، اقتبستْ منها ما تقْتَبِسُهُ النار من النار، وما ينفقُهُّ من الحبّ.. أما أنا، فلم أعرفْ من الأمومة. ، في المرتين، غيرَ تنافر أدادٍ ينفي بعضها بعضاً، ويلعن بعضها البعض. فبيني وبين أمومتي الأولى، رميتُ حُجباً عمياء؛ بيني وبين أمتي الثانية أزلتْ كلَّ الحُجْب، كما لو أني لا أطيق تحالفَ الأضداد. هكذا، هربتُ من التقصير إلى قصاص الذَّات هربَ الخائف من ذنبٍ إلى ذنبٍ! الذنبُ، يا سكنة، قصاصٌ عسير المستحيل الفكاك منه حين نَرِثُهُ بمشيئةٍ قدريَّةٍ تحتّمُ ما يُرسِّخه، ويضاعف، بالتواتر الزمني، حاكمَه وانسحباتِهِ ومستلحقاتِه!