شمسان على النيل - شمسان على النيل

من طفولته، تبدأ رحلة «شمس الدين» نحو هويّته. تكبر روحه على غفلةٍ من جسده العاصي، فيترك اسمه خلفه ويعبر من السودان إلى الضفّة الأخرى من النيل. يصير هناك أنثى، اسمها «شمس». تبدأ حياة شمس جديدة في القاهرة. تجرّب الانتظار الطويل مع زملاء لا يسمحون بالمنظمات الدولية، وتلتقي بمهمّين الرعاية الصحية عن أحلامهم وهميّتهم بدورهم، وينتظرون توفير احتياجاتهم من أجل النفاد. في القاهرة الشاسعة تجرّب «شمس » اللقاء مع ذاكرة «شمس الدين » في أكثر من مرة. تتذكر «زوربا السوداني» أيام الجامعة، ومرّة تتذكر رقة الوالدة وقسوة الوالد. لكن الذي يرافقها دائما هو صوت مريم الصوت. الجدة التي عاشت معنا شمس أيامها الأولى، وعاشت هي أيامها ضحيّةً تمكين الأبوي، قبل أن تموت ضحيّةً للاستعمار. منذ طفولته، ينطلق شمس الدين في رحلة لاكتشاف هويته الحقيقية. تزداد روحه بعدًا عن ذاته الجسدية المعيبة، مما يدفعه إلى ترك اسمه خلفه وهو يعبر من السودان إلى الضفة المقابلة لنهر النيل. هناك، يصبح شمسًا. يبدأ شمس فصلًا جديدًا في القاهرة، ويتحمل الانتظار الطويل إلى جانب آخرين. تلتقي هنا بأشخاص مهمشين مثلها يبحثون عن أحلامهم وهوياتهم، وينتظرون بفارغ الصبر رحيلهم من النهر إلى البحر.

في مدينة القاهرة الشاسعة، تجد شمس نفسها تتذكر شمس الدين في مناسبات عديدة. فتارة تتذكر "زوربا السوداني" من أيام الجامعة، وتارة تتذكر حنان أمها وقسوة أبيها. إلا أن الصوت الذي يرافقها باستمرار هو صوت مريم جدتها التي شاركتها طفولتها. فقد تحملت مريم مشاق المجتمع الأبوي ووقعت ضحية الاستعمار قبل رحيلها.