شارع سالم - شارع سالم

شارع سالم هو وطن. مسلوب مستعاد، فأسلوب مملوك لناضلوا عليه. في الحقيقة، هو ليس وطنًا بعد. هو حلم مثل جميع أوطاننا. فيه بطل منسيون، وجنود مجهولون. فيه مشاغبون ومتحدو سلطة، وفيه خانعون. فيه الكثير من المقاولين، وبعض القصور التي يعيشونها عنهم وعن الآخرين. وفيه صبيّة لا تملك سلاحًا غير قلمها... وعيني مقاتلة من البشمركة. عينان حالمتان، متوثّبتان، وتحتاجا أكثر من ذلك، تعلّمان فمًا الرفض أن يكمّل. في شارع سالم أيضًا جلّادون ضحايا ومساكين عادون كبش فداء وثوّار محبطون، وأخفيت الرسائل لم تصدر حياة كل شيء من يحلم بتغيير الواقع، والسير خطوةً نحو الوطنالحلم. شارع سالم وطن؛ الوطن الذي سُرق واستُصلح وسُرق مرة أخرى ممن ناضل من أجله. في الواقع، لم يتحول إلى وطن كامل بعد؛ فمثله كمثل كل أوطاننا، يظل حلمًا. فهو يضم أبطالًا منسيين وجنودًا مجهولين، ومتمردين ومتحدين للسلطة، فضلًا عن الخاضعين. وهناك العديد من المقاولين وقصور قليلة. يعيش أصحابها حياة تفوق خيال الآخرين. وفي وسط كل هذا تبرز فتاة لا تملك سوى قلمها... وعيني مقاتل من البيشمركة مليئتين بالأحلام. تلك العيون المليئة بالعزيمة، يقظة على الدوام، بعد أن رأت أكثر مما هو مسموح به، مما أثار فمًا يرفض الصمت.
في شارع سالم، ستجد الجلادين والضحايا، والمضطهدين الذين يتم التضحية بهم، والثوار المحبطين. تلوح في الأفق رسائل التهديد، الجاهزة لإطفاء أرواح أولئك الذين يجرؤون على الحلم بتغيير الواقع والخطوة نحو وطن الأحلام. تعمل هذه الرواية كشهادة حية، حيث يعبر الكردي باللغة العربية عن الألم الذي سببه له وطنه، والألم الذي يتحمله وهو يشاهده يعاني.