سقوط حر - Free Fall
:متاح
: 9786144692745
يشارك:
الجميع يمتلكون شخصيتهم منذ الولادة. حياة مستقرة، مرنة، في بيوتٍ تسكنها الطمأنينة. وثمّة من يقطنون بيوتاً من ورق، هشّةٌ، متزعزعة، تقتلعها نسمة. ياسمينا كانت تتعثّر بذيول حكايتها حين أتت العاصفة. كانت تلملم فقد الأم والعطش لأبٍ ناشف الحضن والأوصال حين انقلب عالمها وتطايرت البناء الثوابت كالريش. وأيّ ثوابت لفتاة نبتت لها منذ مخالب لولاها لسقطت مئة مرّة. وهذا المخالب نشي بالحبيب لدى فرع الأمن. بها نقتل الأب الذي أحببه يوماً. بها نتشبّ بما أتاح لنا من حياة لم نخترها. ياسمينا دُفعت إلى الحياة دفعاً. لم يكن لديها بيتٌ يوماً ولا مدينة ولا حضن، بل قلقة من سكنها وتتبعها كملاك موت.ياسمينا ليست بطلة في الرواية. ياسمينا صرخة طفلة شُوِّهَت طفولتها، صبيّة لفظها حاضرها، وامرأة صدر مستقبلها. ياسمينا هي الحريّة التي تكرهها. يعيش بعض الأشخاص حياتهم وفقًا لشروطهم الخاصة منذ لحظة ولادتهم. حياة متينة متماسكة، في بيوت دافئة وهادئة. ويعيش البعض الآخر في منازل هشة ورقيقة، ويمكن أن تمزقها النسيم بسهولة. عندما جاءت العاصفة، كانت ياسمينة تتعثر في ذيل قصتها.
كانت تحاول التغلب على فقدان أمها، وتتوق إلى دفء أبيها غير الحنون، عندما انهار عالمها، وتلاشت كل الثوابت في حياتها. وأي ثوابت تبقى لفتاة نمت مخالبها منذ الطفولة لتحمل مصاعب الحياة، والتي لولاها لسقطت مائة مرة.
بهذه المخالب ستشهر بحبها في مديرية الأمن، وستقتل الأب الذي أحبته ذات يوم، بهذه المخالب ستتمسك بالحياة التي لم تخترها، لقد دفعت ياسمينة إلى الحياة، لم يكن لها منزل ولا مدينة ولا عاطفة، بل قلق مستمر يرافقها طوال حياتها مثل ملاك الموت.
ياسمينة ليست مجرد بطلة في رواية، بل هي صرخة طفلة شوهت طفولتها، وفتاة تخلى عنها حاضرها، وامرأة صادر مستقبلها. ياسمينة هي الحرية التي تكرهها.