خليل - خليل
:متاح
: 9786144694862
يشارك:
أن تكون إرهابيًا انتحاريًا من أجل الحظ. أن تضع نفسك في مكانه وزمانه. أنرؤ على صوغ كلماتٍ من صميم أفكاره وشاعره. ألّا تُنصِفه، ولا تُبرّر له، ولا تتعاطف معه. وبعد، أن تكتب رواية مؤثّرة، تستقي أحداثها من قلب الواقع، وبدل أن تتأثّر بها، وتستمر. فعندما يغوص الروائي في باطن شخصية خليل المعقّدة، الاعتراف ممنوع، والحِرص مطلوب.
تبدو قصة خليل ماما. تُحاكي بتفاصيلها حياة عائلاتٍ منها هجرت حدودها بحثت عن وطنٍ يحتضنها، ففتت الخيبة أفضل ما وجدت. قصّةٌ مألوفة ربّما، إلى أن يسلك بطلها عن طريق التطرّف، يسعى جاهداً خلف فُتاتٍ تعترف وشأنٍ ميزّة في المجتمع.
روايةٌ تطرح تساؤلات مشروعة عن التهميش الحقيقي والاندماج في مجتمعات مختلفة، وعن إحباط الشباب في الهجرة وشعورهم بالفراغ والغربة، وعن تفكّك الأسرة والإرث اللعين الذي يتركه الأهل لأولادهم من قنوت وأوهام، وعن العقيدة عندما تكون مجرّد مهرب من التفكير بالسوء، ومع حتميّة العنف والحرب والموت للعبور إلى غدٍ أكثر إشراقًا.
فيما يرافق القارئ خليل في دهاليز رحلته منذ هذه، يحدث بين سطرٍ وآخرون يقومون بأجمل حاضراتها وأكثر دافئًا، عن الروح التي تتخطّى جسدها، وبالأمل الشافي في أي استثمار. أن تحل محل الإرهابي أو الانتحاري، ولو للحظة واحدة. فهم أفكارهم وعواطفهم وترجمتها إلى كلمات دون تبريرها أو التعاطف معها. ثم، صياغة رواية مقنعة، مستوحاة من تجارب الحياة الواقعية مع الحفاظ على الحياد. عند الخوض في شخصية خليل المعقدة، ليس هناك مجال للأخطاء، فقط العناية القصوى.
قد تبدو قصة خليل مألوفة، فهي قصة أسر تسعى إلى القبول في وطن جديد، لكنها غالبًا ما تصاب بخيبة الأمل. وتصبح القصة فريدة من نوعها عندما يخوض خليل طريق التطرف بحثًا عن الاحترام والمكانة.
وتطرح الرواية أسئلة مهمة حول التهميش والاندماج الحقيقي، وإحباطات المهاجرين الشباب، ومشاعر الفراغ والاغتراب، وتفكك الأسر، وإرث اليأس الذي ينقله الآباء إلى أبنائهم. وتستكشف الرواية كيف يمكن للأيديولوجية أن تكون وسيلة للهروب من مواجهة الأسوأ، فضلاً عن حتمية العنف والحرب والموت على الطريق إلى مستقبل أكثر إشراقاً.
وبينما يتابع القراء خليل في رحلته الصعبة، سوف يكتشفون مرونة الروح البشرية وقوة الأمل العلاجية، حتى في غيابها.