الكرة الذهبية - حارس الخدعة

وحيدًا، كما أنا دومًا، لا أدخل من الأبواب. يهدّني خروجي والأقمار في الليالي التي من النحاس مدلّاة على بوّابات دمشق. دمشق هاوية الانتظار وأسوار البلور...
دامت رائحة نسائها وبول رجالها، أخيرا من آخر انهداماتها، أقعى أمام بوّاباتها كابان آوى نسيته الوحشة واستبدّ به الشوق لعواء الذئاب الآن. الآن دمشق تشطرني:
ابن الصدى أنت.
يأتيني صوت السمك أمياتل من آخر المدى، المدى مفتوح على الاحتمالات المعجزة التي تبخّرت من بين أثواب أمي العارية تحت ضوء القمر، لذلك الملك يستادون ويبعثرونهم رصاص على أسراب الطيور لعبة فتتساقط بين أحضان الفلّاحات المنتشرات في الوجود. طيور حمام برّي، طيور حجل من دون مناقير، من دون عيون وب أجنحة فقط. رجال الملك عن حكومة الرصاص الفارغ، عن درب أمي وحبل سرتي ويتابعون الصيد والتدخين والكفر وقذف المني إلى مياه النهر.
باب أمي المختلط أبواب دمشق التي لم تفتح ليناديني:
انتظر سبعة قرون. لا أدخل من الأبواب المغلقة وحدي، وأنا دائمًا وحدي. يكسرني أن أغادر بينما تقذف أقمار الليل بريقًا نحاسيًا من أبواب دمشق. دمشق، هاوية الترقب وأسوار البلورات...

على مقربة من رائحة نسائها وبول رجالها، على مقربة من خرابها النهائي، أسقط أمام أبوابها مثل ابن آوى المهجور الذي استسلم لشوقه لعواء الذئاب. الآن تمزقني دمشق:

"أنت ابن الصدى."

يصلني صوت أمي المخادع من أبعد مسافة، المسافة المفتوحة لاحتمالات المعجزات التي تبخرت من تحت ثياب أمي العارية تحت ضوء القمر. يصطاد رجال الملك الأسماك وينثرون رصاصاتهم بين أسراب الطيور العابرة، التي تسقط في أحضان نساء الفلاحات المتناثرات في الحقول: الحمام البري، والحجل بلا مناقير، بلا عيون، ليس له سوى أجنحة داكنة. يبحث رجال الملك عن الرصاص الفارغ، يبحثون عن طريق أمي وحبلي السري. يواصلون الصيد والتدخين واللعن والقذف في مياه النهر.

صوت أمي الممزوج بصرير أبواب دمشق التي لم تُفتح لي قط ينادي:

"انتظر سبعة قرون."