الجسر - جسر النحاس

لسببٍ واحد: حيّ النحاس الدمشقي. يقبع الراوي في لندن الآن، لكن الماضي لم يتحرر من الحرية. يلجأ إليه لكي يستريح من أخبار الاقتتال الدموي الذي ألم بسوريا في حربها. بددت الحرب ما تبقّى من أحلام جيل كامل من المناضلين السرّيين والمتمرّدين الذين قوبلوا بالزنازين والمعارضة والملاحقات الأمنية، قبل عقود، حين تجرّوا على الحلم بالحريّة أو «آزادي» في الكرديّة.
كل شيء يبدأ عندما الراوي بشابّةٍ في مطار إنكليزي. السرد المتدفّق، على لسان البطل الأكثر، لا يميّز دائمًا ما بين وجه الشابة ووجه أمها، أي حبيبته السابقة وفاء. يأخذه وجه الشابّة إلى وجهها، وتعيده وفاء إلى سنواتهما معاً في حيّ النحاس، في الغرف التي كانت تتسع للحب والحلم والنقاشات الحماسية... كل الوجوه والطرق والذكريات تؤدي إلى اتجاه واحد: جادة النحاس الدمشقية. يعيش الراوي الآن في لندن، لكن الماضي يعيش في ذاكرته. يجد فيها ملجأ ليأخذ قسطاً من الراحة من أخبار عمليات القتل الدامية التي أصابت سوريا خلال حربها الطويلة. لقد بعثرت الحرب ما تبقى من جيل كامل من أحلام المسلحين والمتمردين السريين، الذين انتهى بهم الأمر إلى السجن أو النفي أو المحاكمة من قبل قوات الأمن منذ عقود، عندما تجرأوا على الحلم بالحرية أو "آزادي" باللغة الكردية.