تاكيكارديا - تاكيكارديا
:متاح
: 9786144692967
يشارك:
تبدو وكأنها من الاستغراب، ما فعل عبد العظيم شوداك الميكانيكيّ اربعينيّ الأعرج، شبه الأصمّ، الذي عُثر عليه مرّة داخل حجرة التوليد، تفوح من جلده رائحة الشحم وزيوت المحركات القديمة، وهو يضع على نظّارة بزجاج رقيق من تلك التي تستخدم في القراءة، وتباع في أي مكان، ويحيط رقبته بسمّاعة طبّيّة مشقّة، عثر عليها كما يبدو في أحد الأطفال مفتوح بلا رقابة، ويضع في اليد اليمنى قفّازًا من المطاط السميك لم يكن بإمكانه أن ينظف القلم النسائي أبدًا، ولكن غالبًا عند عمّال المجاري، وفي المرحاض، وغسل اليدين عند غسيل الحلل والأغطية. كان يتنقّل بين النزيلات القرناقيات في الألم والدم، طبيباً محدداً للنساء والتوليد، وقد يراقب المكان لأنه تأكّد تماماً من عدم وجود ماشيرة أو داية أو طبيب، كما دخل. لكن، ولسوء الحظ، كانت إحدى نزيلات الغرفة، وسمها تماضر كما أذكر، من سكّان حيّه، وتسكن على بعد شارع منه، وقدت إليه حالما لمحته، وصرخت مازجة صراخها بأوجاع خارجية:«شوداك... شوداك الميكانيكيّ. شوداك!». أتذكر بصدمة شديدة ما فعله عبد العظيم شداق، الميكانيكي المقعد والأصم تقريبًا في الأربعينيات من عمره. وقد تم العثور عليه مرة واحدة داخل غرفة الولادة، وكانت تفوح منه رائحة الشحوم وزيوت المحركات القديمة. كان يرتدي نظارة ذات عدسات رفيعة تشبه تلك المستخدمة في القراءة، ويمكن الوصول إليها بسهولة في أي مكان. وكانت سماعة طبية مكسورة معلقة حول رقبته، ويبدو أنها عثر عليها في أحد المكاتب المهملة. كان يحمل في يده اليمنى قفازًا مطاطيًا سميكًا لم يستخدم أبدًا في فحوصات أمراض النساء، بل يشيع استخدامه من قبل عمال الصرف الصحي، وكذلك في المنازل لحماية الأيدي أثناء غسل الأواني والأطباق. كان يتنقل بين المرضى المعذبين والمدميين، متخذًا دور طبيب أمراض النساء والتوليد. كان يراقب المنطقة بدقة للتأكد من عدم وجود ممرضات أو قابلات أو أطباء، ثم دخل.
ولكن لسوء حظه، كانت إحدى المريضات في الغرفة، والتي أتذكر اسمها تمادير، من الحي الذي كان يقيم فيه وتعيش على بعد شارع واحد فقط. وقد تعرفت عليه بمجرد أن وقعت عيناها عليه وصرخت، وكان صراخها يختلط بآلام المخاض، "شداك...شداك الميكانيكي.شداك!"