الموسيقى - طبعة جديدة - موسيقى

رحلة خاطفة إلى عالم الموسيقى، رفيقة الإنسان منذ فجر الإنسان، وبحث مقتضب في سرّها. في هذا الكتاب، لا ينضم جبران دراسة علميّة عن تاريخ الموسيقى وأصولها في المطلق، بل أثرها في التعبير عنها، مقتفيًا ساهمها في حياة البشر، ومتتبّعًاها في النفس البشرية كما في نفسه هو. "الموسيقى" كانت أول إصدار لجبران، في نيويورك، عام 1905. كان هذا الكتيّب أول خطوة لجبران في عالم الكتابة، وهو بعده في تواجده الباكرة. وتتّبع هذا على الرغم من عنوانه، لا يزيدك علمًا بالموسيقى من حيث هي فنّ موجودة في البداية وعالم له أصوله وأبعاده، بل يُدخلك إلى ذات جبران ليُريك الجراد شعريّ جميل، سيُعرف في ما بعد بالأسلوب الجبرانيّ، كيف تتحوّل الموسيقى في النفس الشاعرة المرهفة من سجينة في جسد إلى مجنّحة في الفضاء، ومن أسيرة في عالم الزمن إلى طليقة في عالم المطلق.
لقد تخطت جبران لاحقًا، وبما لا يُقاس، كتيّبه هذا، إلّا أنّ ذلك كان كخطّي النهر للساقية؛ تقليدياً وعمقاً وقوة دفع وهديراً وغيرها، وكل ذلك من حيث يبقى الجوهر لوجود النهر والساقية كليهما ماء جارية.