المحجَّة - المحجبة
:متاح
: 9786144690956
يشارك:
أنا أنتظر. حياتي مرتّبة للجميع، كبيتٍ لا يعيش فيه أحد. انتظر الليل كي أنام وأنتظر الصباح كي إلى المعتقل. أنتظر الساعة التاسعة للبدء في مكتبي، وأعود فأنتظر الليل، فالصباح. انتظر فرصة عمل أخرى. أنتظر نهاية الأسبوع كي أعود منها. أنتظر حسن كي يقرّر ما يشاء من علاقتنا وأنتظره كي ينفصل عنّي ويختفي. أنتظر رجلاً جديداً لبدء علاقة جديدة. انتظر في السيارة. انتظر في الحياة. أنتظر السرطان كي أستأصل ثديي وأنتظر السرطان كي أستأصل رحمي. أنتظر مرور الأيّام كي أصل عمري. إنني أنتظر. ما دمت هنا، فالحياة آمنة، ولا قلق فيها. لا شيء سيحدث في انتظار الانتظار، وأنا أنتظر. في القاعة عرضت فيلماً عن حياتي. أراني في الفيلم إلى قاعة في انتظار أتفرج على فيلم يعرض قصّة حياتي. أراني فيه وقفة في قاعة أتفرج على فيلم عن قصّة حياتي...إنّني، في الأفلام المتداخلة إلى ما لا نهاية، أدرك كم هو مملّ هذا الفيلم. مع ذلك لا نبقى كلنا حيث نحن. نكرّر في الانتظار. لا نأمل أن نخاف وأن نقل. سنبقى هنا، ومثيلات في مقاعدنا، نتفرّج على شكلنا في الامير. ليس في الخارج ما يستحق قلقنا. قد يكون هذا أفضل ما لنا في الحياة، لماذا نغامر؟ لماذا أغامر؟ سأبقى هنا.أفضل ما يحدث في الحياة هو ألّا تتحدث، تقول المنتظرات. أنا أنتظر. حياتي مرتبة تمامًا، مثل منزل لا يعيش فيه أحد. أنتظر الليل لأنام وأنتظر الصباح لأذهب إلى السجن. أنتظر الساعة الخامسة حتى أغادر مكتبي، ثم أعود وأنتظر الليل مرة أخرى، والصباح. وأنتظر فرصة عمل أخرى. أنتظر نهاية الأسبوع للذهاب إلى القرية وأنتظر مساء الأحد للعودة إلى المدينة. أنتظر حسن ليقرر ما يشاء بشأن علاقتنا، وأنتظر أن ينفصل عني ويختفي. أنتظر رجلاً جديدًا ليبدأ علاقة جديدة. أنتظر في السيارة. أنتظر في الحياة. أنتظر أنتظر سرطان الثدي ليزيل صدري، وأنتظر سرطان الرحم ليزيل رحمي. أنتظر مرور الأيام لأنقش عمري على خطوط وجهي. أنا أنتظر. وطالما بقيت هنا، أشعر بالأمان في الحياة. ، خالية من القلق. لن يحدث شيء في غرفة الانتظار، وها أنا ذا أنتظر. في غرفة الانتظار، توجد شاشة تعرض فيلمًا عن حياتي. أرى نفسي في الفيلم جالسًا في غرفة انتظار أشاهد فيلمًا هذا الفيلم يصور قصة حياتي. في هذا الفيلم أرى نفسي جالسًا في غرفة الانتظار أشاهد فيلمًا عن قصة حياتي... في هذه الحلقة المتداخلة التي لا تنتهي من الأفلام، أدركت مدى ملل هذا الفيلم. ومع ذلك، كلنا نبقى حيث نحن. نكرر أنفسنا في الانتظار. لا نريد أن نكون خائفين أو قلقين. سنبقى هنا جالسين في مقاعدنا نراقب انعكاسنا في المرآة ونكرر كل ما نفعله. لا يوجد شيء في الخارج يستحق اهتمامنا. قد يكون هذا أفضل ما سيحدث لنا في الحياة. لماذا نخاطر؟ لماذا عليّ المخاطرة؟ سأبقى هنا. أفضل ما يحدث في الحياة هو ألا يحدث شيء، هكذا يقول أولئك الذين يستمرون في الانتظار.