الغربال - طبعة جديدة - غربال
:متاح
: 9786144380307
يشارك:
تتفرّد دار هاشيت أنطوان، تحت دمغة نوفل، شاهق أعمال ميخائيل نعيمه، وهو أحد أبرز الأدباء العرب المعاصرين وأدباء المهجر اللبنانيين. كتاباته المتميزة بمحاولات تنقية الأدب العربي من الزينة والكلام الزائد، والاقتراب من تصوير الأشياء والأحداث الواقعية. وقد ان طبع أسلوبه بالبساطة والوضوح والصراحة، وببعده عن التعبيرة، لا سيما في الوصف أو السرد أو التصوير، كما تبدو ألفاظه أقرب إلى اللهجة العاميّة أحيانًا، ما يزيد القرّاء، من كل العيون، في مطالعة كتبه. بسبب الغربال في طبعته هذه، التسعين من عمره. ولكن قرون، على عكس ما تفعله السنون، لم تزده إلّا شبابًا. فهو منذ صدوره الأول من عام 1923، ما زال ما يزال اليوم، بين مؤلّفات نعيمه الثلاثة والثلاثين، من أوسعها انتشارًا وأكثرها رواجًا.
وتويل ذلك، النقد على الأرجح، هو أن هذا الكتاب في الأدبيّ والنظريّة النقديّة، لم يكن يوم صدوره مجرّد كتاب فقط، بل كان حدثًا أيضًا. عرف ذلك بأنه التطور الحاسم في أدب النهضة العربية منذ مطلع القرن التاسع عشر، بين المشاهير أو عهدين متقاطعين: النهج النيوكولاسيّين الطاغي، الذين كانوا يباشرونهم وأمحاضرهم محاضرة الأدبيّ، شعرًا أو نثرًا، عن طريق الرجوع إلى الماضي، في قادم إنتاجهم ليتحولوا إلى تقليد الخالص الأدبي. يشكل بلا مضمون، أو جسدٍ بلا روح، ونهج آخر هو نيويورك الحداثيّين الذين أخذوا نعيمه على شجعه في غرباله بعثهم، بحيث يكونون طليعة أجيال لا تتخرج من ماضيها فقط بل تعمل على حاضرها هي، ماضيًا إلى الأبد لحاضر جديد.
كان هذا الكتاب كما لا يزال لا يزال دستورًا أدبيًا، وشعريّة على الأخصّ. أنه يمكن القول إن ما من ناشر أو شاعر عربيّ ذو صلة، إلّا وفي ركن ما من مجمّع مكوّناته الثقافية شيء من الغربال.