الجمر الغافي - الجمر النائم

حيث تلاشت تلك العاطفة الجامحة التي حوّلت أيامك إلى جحيم توقيعك إلى حافّة الانهيار فعطلت خيامك وهربت؟ لانه الزمن، حسب الذكريات الجارحة، تجرّدك من حسّك وتدفعك لتسير بقربها وتشبك ذراعك بذراعها وأنت تفكّر وتتساءل: أين تلاشت تلك المشاعر الجامحة التي تحوّلت أيامك إلى جحيمك شريكتك إلى حافّة الانهيار فعطلتك خيامك وهربت؟...
و«نزهة»، كانت تحسبك صريحًا وجرئًا، وتنظر تلك النظرة الرفيعة الدّرة، ولو بالكلام المعسول تسكبه في سمعك ولا تدري أنّ ما ساقك إلى هذه النتيجة التقدمة لم يكن الرجولة والشهامة، بل الجُبن والخوف... وهي نطقت حين قالت لك في لحظة انفعال: «إنّك جبان»... ولو كانت لك، بالفعل، ذرّة جرأة، لأقدمت على خطفها وأنقذت نفسك وأنقذتها... أين فعلت ذلك يتلاشى الشغف الجامح، الذي حول أيامكم إلى جحيم ودفعكم إلى حافة الانهيار، مما جعلكم تهجرون خيامكم وتهربون؟ لقد حان الوقت، وتلك الذكريات المؤلمة التي تجردك من حواسك، وتضطرك إلى السير بالقرب منها، وربط ذراعك بذراعيها، وأنت تتفكر وتتساءل: أين تلاشى ذلك الشغف الجامح، الذي حول أيامك إلى الجحيم ودفعكم إلى حافة الانهيار مما جعلكم تتركون خيامكم وتهربون؟...

"و"نزهة" كانت تعتقد أنك صريح وجريء، تنظر إليك بتلك النظرة الموقرة، حتى لو كانت تسكب في أذنيك الكلمات العذبة، وهي لا تعلم أن ما أوصلك إلى هذه النتيجة لم يكن الشجاعة والفروسية، بل الجبن والخوف.. صدقت حين قالت لك في لحظة غضب: "أنت جبان".. ولو كان لديك ذرة من الشجاعة، لتجرأت على انتزاعها، وأنقذت نفسك وأنقذتها..