آتيلا آخر العشاق - Attila is the last of the lovers Hachette Antoine

اتيلا آخر العشاق - أتيلا آخر العشاق

Dhs. 74.00
or 4 payments of Dhs. 18.50 AED . No interest, no fees. Learn more

:متاح

: 9786144692806

بينما عليّ هذا القول المتكرّر ؟ما تدري نفسٌ بأيّ أرض تموت؟، أتوه في لغز قطعة التي يكون أبو سعد دُفن فيها. أين تقع؟ وهل تتحمل شاهداً شامخاً كما يتم التحكم في جميع الناس، أم هو لم يتغير بعد ذلك؟ وما قيمة هذه الأمور أمام ردّ أبي سعد على اتيلا يومها حين خاطبه ممازحاً، بطريقة يملأها الود، تصاحبها ضحكةٌ رقيقة: «وهل يهمّ بأيّ أرضٍ نشأت؟ نحن لم نترك ديارنا وأهلنا وحبيباتنا لكي نبحث عن قطعة الأرض التي وجودها دفنُ فيها... دع عنك كل حديث الآخرة هذا، وقل لي كيف تؤدّي صلاتك؟ هل هي على طريقة أبيك التركماني الخبراء أم على طريقة أمّك الكرديّة السنيّة؟».لم أرَ آتيلا مرتبكاً بهذا القدر من قبل. بعد شيء من التردّد، قال بمركب يريوم الحاسم: «لا أعرف، فلم أر أبي يصلّي يومًا، ولم أُدقّق في صلاة أمّي وذلك لتيهي وانغماسي في الدنيا وملذّاتها. لكنّني الآن وحتى الآن لم يهداني الله بنيتُ توبتي أمام الشيخ والحمد للمسلم أداء آدى اليمين على الإمام الشيخ كاكه حمه البرزنجي و...».قاطعه أبو سعد بابتسامة البرزنجي مشاكسة: «الإمام الشيخ كاكه حمه البرزنجي، أم...الإمام الشيخة فاطمة البرزنجي؟ ».وغرقنا نحن الثلاثة في ضحكة جميلة تتجّر فرحاً وصدقاً التجاوز الكل الخطوط الحمراء الإيديولوجية المرسومة بالدم والبرود. وبينما يطاردني هذا السؤال المتكرر "نفس لا تدري على أي أرض تموت" أتساءل في أي قطعة أرض قد يكون أبو سعد قد دفن. أين يقع قبره؟ فهل يحمل شهادة فخر، كما يرغب الجميع، أم أنه لم ينل هذا الامتياز حتى؟ وما قيمة كل هذه الأمور أمام رد أبي سعد على أتيلا الممتلئ بالمودة، المصحوب بضحكة رقيقة، حين خاطبه مازحاً يومها: "وهل يهم على أي أرض نموت؟ نحن لم نترك أرضنا". بيوتنا وأهلنا وأحبابنا نبحث عن قطعة الأرض التي دفنا فيها... دع كل هذا الحديث عن الآخرة جانباً وقل لي كيف تصلي؟ هل تتبع مذهب والدك التركماني الشيعي؟ أم طريقة والدتك الكردية السُنية؟

لم يسبق لي أن رأيت أتيلا مرتبكاً إلى هذا الحد، وبعد تردد أجابني بشيء من الشك، باحثاً عن الحسم: "لا أدري، فلم أر أبي يصلي قط، ولم أنتبه إلى صلاة أمي بسبب انشغالي وانشغالي بالملذات الدنيوية، ولكن الآن، بعد أن هداني الله وأعلنت توبتي أمام الشيخ، أصبحت مسلماً، والحمد لله أؤدي صلاتي على طريقة الإمام الشيخ كاكه حماه البرزنجي و..."

فقاطعه أبو سعد بابتسامة ماكرة: "الإمام الشيخ كاكة حمة البرزنجي أم... الإمام الشيخ فاطمة البرزنجي؟"

وغرقنا نحن الثلاثة في ضحكة جميلة ملؤها الفرح والصدق، متجاوزة كل الخطوط الحمراء الأيديولوجية المرسومة بالدم والبارود.

Customer Reviews

Be the first to write a review
0%
(0)
0%
(0)
0%
(0)
0%
(0)
0%
(0)